قراءة موجزة ....في تصريح فرحات الراجحي

Publié le par infos-medecins

    لقد مثل تصريح فرحات الراجحي  قنبلة إعلامية  على الساحة الوطنية ومن شاهد فيديو اللقاء الذي وقع نشره على شبكة الفايسبوك يجب أن ياخذ الكلام في إطار ما يتصل بمصدره وأبعاده من الناحية العلمية، الاجتماعية والسياسية .

من ناحية علم الاجتماع:

فالوزير السابق ذو تكوين قانوني وهو قاضي وله خبرة لا يستهان بها. وقد أقر من خلال كلامه الى أن الجهاز القضائي بصفة عامة بعيدا عن السياسة بالمفهوم المعمول به في تونس اليوم  أي أن السياسي تتحتم عليه بلاغة في التعبير ودهاء في الإجابة بما يمكنه من الجمع بين طرفين متناقضين في  المصلحة.

أما شخصية القاضي فاجتماعيا تنحت من حيث لا يشعر وتكون له صفة الحديث بتلقائية وإبلاغ الحقيقة الواردة في الملف  لتحميل جميع الأطراف مسؤولية تداخلها في القضية بقدر مما يكون في سلوكه  دراية في دقة التعبير واختيار الألفاظ وتحمل مسؤولية القرار الذي يتخذه و بعد الإطلاع على كل أوراق القضية وتحميل المسؤولية لمن تقاعس في إثبات حقه بعد إعطائه كل الفرص للاستدلال على صحة طرحه للنزاع.

من ناحية السياق السياسي:

تميز الوزير السابق للداخلية بالتواصل الكلي مع الشعب مما بوأه مكانة واعترف له شعبيا بــ:

1-    مصداقيته في المعلومة المقدمة من طرفه

2-    شفافيته في التعامل سواء مع الشعب أو في معالجته للملفات المناطة بعهدته

3-    حل البوليس السياسي بكل ما مثل من واجهة في تجاوز القانون خدمة للنظام السابق

4-    إقالة أكثر من 40 من الإطارات العليا من وزارة الداخلية بعد ما تبين له عدم عودة رجال الأمن لعملهم ووجود حالات متكررة من الانفلات الأمني.

5-    حل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي بالقانون الذي وضعه أعضاء مجلس النواب لحل كل حزب يشكل مصدر قلقا له.

6-    بد[ بتعيين  35  معتمد من ذوي الشهائد العليا العاطلين عن العمل  ونيته عزل ما تبقى من التجمع وتعويضهم بنفس الطريقة.

7-    الوزير الوحيد الذي كسب أكبر شعبية  تلقائية وربما منذ 7 نوفمبر 1987 الى يومنا هذا وبصفة ذاتية (أي بدون الانتماء السياسي ).  

من ناحية رد الفعل من الأطراف الأخرى :

1-     في سياق الكلام الذي ذكره الراجحي أشار هذا الأخير لمعرفته بشخص له علاقة بكمال اللطيف دون ذكر إسمه وكيف أن كمال اللطيف هو الذي يسبر في الخفاء ما يجري في تونس وبلغ هذا الوسيط نية استدعاء الراجحي لاحتساء قهوة....وحين سأل كمال اللطيف في هذه النقطة  نفى علمه جملة وتفصيلا ولكنه سها ونطق باسم  الشخص الوسيط

2-     رغم حجم وخطورة المعلومات والاستنتاجات التي قدمها الراجحي فإن الناطق باسم الوزارة توقف في حدود الاستغراب ...أليس الوزير الأول هو الذي دعى لإرجاع هبة الدولة فكيف يقع ذكره بالاسم و تكذيبه ويكتف الناطق بالاستغراب....؟

3-    خلال فقرة على فضائية نسمة طلب الصحفي بضرورة فتح ملف كمال اللطيف لتورطه في سياسة النظام السابق باعتراف كمال اللطيف نفسه ....فرد عليه هذا الأخير بأنه سيتتبعه قضائيا....؟؟؟

تطور الأحداث كفيل بإضاءة بعض النقاط التي لازالت قاتمة للشعب علي غرار :

 1-    الانفلات في السجون

2-    عدم الاستتباب الأمني

3-    مآل البحث في ما سموا بالقناصة

4-    مآل التحقيق مع وزير الداخلية في النظام السابق...

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article