وجهة نظر: قراءة موجزة في ردود الوزير الأول على تصريح الراجحي

Publié le par infos-medecins

          لقد توخى الوزير الأول طريقة رد أضفى عليها مسحة من السخرية مثل "شافية رشدي ... والفايسبوك  و..." وبيانه بأن خبرته التي تجاوزت 50 سنة "أي تقلبه في عديد المناصب الهامة " والتباهي بها كحجة لإقناع الرأي العام ...مع توجيه حملة من الشتائم للقاضي فرحات الراجحي ، مع إعطاء الطابع العام على أجوبته دون المس بتساؤلات الشعب التونسي حول مقاضاة رموز الفساد وغياب تام للقائم بنزاعات الدولة في تقديم من تجاوزوا حدود السلطة للقضاء ...فرجل الشارع لم يرى إلا القضايا  المقدمة من طرف المحامين ....نقابتي الإذاعة والتلفزة ...بعض المواطنين مثل قضية الوردانين ... أما الذين كانوا سببا في موت الأبرياء أو ما سموا بالقناصة فالشارع التونسي لا زال ينتظر نتيجة  ما آل إليه هذا الملف  ...؟؟؟؟

ويمكن طرح عديد التساؤلات حول نقاط أثارها أو بعض الإستدلالات التي اعتمدها في أجوبته لإقناع  المشاهد ويمكن حوصلتها في الأسئلة التالية :

1-     إذا كانت المدة المقضات في السلك السياسي حجة على صحة الرد وقوة الحجة ...فالرئيس السابق قضى أكثر من 50 سنة في خدمة تونس فيها 23 سنة كرئيس دولة...وكانت زوجته ليلى وبطانته من يؤثرون في القرار السياسي وتوظيفه لخدمة فلان وفلان...وحسني مبارك قضى أكثر من 33 سنة رئيس مصر...والقذافي 42 سنة....

2-     أن يستشهد بأن اتهامات الراجحي أكثر خطورة من التي صدرت عن الحبيب عاشور وقد صدر حكم ضد هذا الأخير ب10 سنوات فلا بد من التوضيح أن الرئيس بورقيبة كان دكتاتورا وقد زج بعديد معارضيه ضلما ...وهو من أمر الوزير السابق الطاهر بلخوجة بتزوير أول انتخابات مثلت فيها المعارضة وبالتحديد حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي كان يرأسها السيد أحمد المستيري ...ومحاولة الإنقلاب على الإتحاد العام لطلبة تونس في الؤتمرالشهير  الذي انعقد بقربة  ... وهذا لاينفي أنه قام بعديد الأشياء التي تحسب له مثل الاستثمار في العلم والصحة وحرية المرأة وكاد يقضي على العروشية على حد قوله .

3-     أن يقول بأن الراجحي يكذب ...,وقد صرح الراجحي بقوله"يحبوني طرطور.." أي يعمل يالتعليمات وقال أيضا في ما معناه " أنا قاضي... ما تعودتش  نعمل  بالتعليمات" ثم يذكر الوزير الأول بأنه استشير هل يقع إيقاف كل من تورط في أحداث سليانة ؟؟؟؟ فقال ما معناه " نعم سيسنا سيسنا ما عادش فيها " . من هنا أليس من الأجدى أن السلطة التنفيذية تقوم بعملها وتوقف كل من تورط في أعمال التخريب بقطع النضر عن موقعه السياسي أو الاجتماعي والناس سواسية أمام القانون وعلى القضاء الفصل النهائي في اتخاذ قرار  الإيقاف أو قرار إطلاق......؟؟؟؟....فهذا الاستنتاج يثبت صدق تصريح الراجحي في هذه النقطة ...وما يؤكد هذه النتيجة أيضا أن ملفات الأشخاص النافذين في العهد السابق قد يكون ورائه تعليمات لأسباب نجهلها  كان وراء البطء في معالجة هذه الملفات  أمام سرعة بداية أجراءات رفع الحصانة عن القاضي فرحات الراجحي تمهيدا لمحاكمته (انظر بيان جمعية القضاة) .

4-     قال الوزير الأول بأن الصحافيين يعرفون من يقصد بأطراف تقف وراء عمليات التخريب وغيرها ...ولايريد تسمية الأشياء بأسمائها في حين يحاسب الراجحي على إبداء رأيه حين سأله الصحافي "هل ترى أن ذهاب رشيد عمار لقطر لمقابلة الرئيس المخلوع ؟" أجابه الراجحي "احتمال " فهل أصبح الإستنتاج إجرام ؟؟؟

5-     إذا كان هناك نية صادقة للمحاسبة ....فلماذا لا تقع محاكمة  مديري السجون  الذين كانوا وراء الأحداث الأخيرة ...بتعلة المطالبة بالترقيات ...ولم يوضح ملابسات سجن صفاقص؟؟؟

6- - الوزير الأول وفي مجال تعليقه على ذهاب  السيد رشيد عمار لفطر بأنه في إطار التعاون بين البلدين  ولمح إلى أن علاقاتنا متينة  حتى قيل بن على ...وأن هناك إمكانية تشغيل 20000 موطن عمل ونحن نعاني مشكل التشغيل  .... فالسؤال المطروح  ما علاقة السيد رشيد عمار بتوفير مواطن الشغل إذا كان لنا وزيرا مختص ؟     

7- في غياب الإعلام وتوخي أجوبة بنيت بصفة عامة على التلميح وترك مجال التأويل للصحافيين لا تزيد في الشارع إلا إثراء لهيب الإشاعة داخل المجتمع التونسي ...هذا المجتمع الذي ضحي بمآت الشهداء من أجل الكرامة والحرية والقضاء على الفساد ورموزه ...ليجد نفسه من جديد قريبا من المربع الأول .

  

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article